مما لا شك فيه أن الدراسات العلمية الموضوعية التي تكشف النقاب عن تاريخ عمان في العصور الوسطى قليلة ونادرة . وربما سبب ذلك النقص الى قلة المادة التاريخية من خلال الكتابات والمصادر القديمة . ولربما أن التاريخ العماني في هذه الفترة قد دون وسجل ولكنه لم يصل الينا بأكمله لظروف وأسباب قد تكون اقتصادية أو دينية أو سياسية . إلا أننا نجد في كتب الجغرافيين العرب والمسلمين ما يغطي هذا النقص وخاصة في القرنين الثالث والرابع الهجريين ، التاسع والعاشر الميلاديين .
لقد زار عمان كثير من الرحالة العرب والأوروبيين في فترات تاريخية متباينة وكثيرا ما تعرضوا في زياراتهم الى وصف ما كانوا يشاهدونه في المناطق التي يزورونها، مما ترك لنا تراثا معماريا وفكريا زاخرا بالعديد من الأنماط والأعراف التي كانت سائدة في تلك الفترات التاريخية المهمة من التاريخ العماني.
تطرق هؤلاء الرحالة الى وصف الحياة الاقتصادية والتجارية ، فهناك إشارات مقتضبة تتعلق بهذه النواحي نجدها في كتاباتهم وأوصافهم ، فيذكر ابن الفقيه أن عمان كانت مشهورة بالقنى فيقول ( ... والقنى في عمان ) ثم يعدد ما بها من أنواع التمور فيذكر : ( ... قالوا أجود تمر عمان الفرض والبلعق والخبوت ) . وأخيرا يشير الى شهرتها بالأسماك قائلا : ( .... ريف الدنيا من السمك ما بين ماهيرويان الى عمان ).(1)
ويصف ابن حوقل موارد عمان قائلا : (.... وعمان ناحية ذات أقاليم مستقلة بأهلها فسحة كثيرة النخيل والفواكه الجرومية من الموز والرمان والنبق ونحو ذلك وقصبتها صحار وهي على البحر وبها من التجار والتجارة ما لا يحصى كثرة ... )(2)
أما المقدسي فيتطرق الى نواح عديدة من الحياة الاقتصادية في عمان فيقول : (.... فإلى عمان يخرج آلات الصيادلة والعطر كله حتى المسك والزعفران والبقم والساج والعاج واللؤلؤ والديباج والجزع والياقوت والابنوس والنارجيل والقند والأسكندروس والصبر والحديد والرصاص والخيزران والغضار والصندل ..).(3)
أما ابن خرداذبه فيوضح أهمية موقع عمان في التجارة الدولية فيقول : (.... الذين - أي اليهود التجار- يتكلون بالعربية والفارسية والروسية والافرنجية والأندلسية والصقلية وأنهم يسافرون من المشرق الى المغرب ومن المغرب الى المشرق برا وبحرا ويجلبون من المغرب الخدم والجواري والغلمان والديباج وجلود الخز والفراء والسمور والسيوف .... ثم يركبون في الفرات الى بغداد ثم يركبون في دجلة الى الابلة ومن الابلة الى عمان والسند والصين كل ذلك متصل بعضه ببعض ...).(4)
وذكرها العديد من الرحالة والمؤرخين العرب كالادريسي والاصطخري وابن بطوطة بالاضافة الى الرحالة والمستشرقين الذين زاروها وكتبوا عنها كما هو الحال عند ولستد وماركو باولو وبربوزا وغيرهم .
نشأة الأسواق :
من الملامح الرئيسية للمدن أنها ذات طابع تجاري، وتمثل الأسواق مراكز النشاط التجاري بصوره ومراحله المختلفة التي انعكست انعكاسا مباشرا على نمطية الأسواق وأنواعها. ففي الاطار الزمني وجدت الأسواق السنوية الموسمية كتلك التي كانت للعرب قبل الاسلام وضمرت فيما بعد، والأسواق الاسبوعية كسوق الأحد في (دمشق ) وسوق الاثنين في (مكناس ) و(القصر الكبير) وسوق الثلاثاء في (بغداد) وسوق الأربعاء في (الموصل ) وسوق الخميس في (فاس ) و (مراكش ) وغيرها.
وفي الاطار المكاني المحدد للمساحة والموضع وجدت الأسواق الكبيرة كتلك التي وجدت خارج المدن قريبة من أبوابها وأسرارها، والتي كانت تقام أسبوعيا. والأسواق بداخل المدينة تنوعت مواضعها وساحتها حسب نشاطها وخدماتها التي تؤديها فمنها ما كان يخدم أهل المدينة كلها، ومنها ما اختص بتلبية الحاجات اليومية لقطاع صغير في المدينة فصغر حجمها وتحددت وظيفتها فسميت "السويقات ".(5)
وتأتي السوق في المرتبة الثانية للمهمة التي يقوم بها سكان التجمع ، وكانت الأسواق _ الى جانب كونها مراكز تبادل السلع _ مراكز لتبادل الأفكار والشائعات لما يحدث من منافسات في أمور السياسة والاقتصاد وغيرها مما يبرز أهميتها كمراكز اتصال Communication center(6)
ونشأة الأسواق في المدن الاسلامية ترجع الى عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد أنشأ سوقا للمدينة قريبة من دورها. ومن ثم كانت هذه الأسواق سنة انتهجها المسلمون بعد ذلك في المدن الاسلامية في العصور المختلفة . وكانت سوق المدينة عبارة عن ساحة فضاء من الأرض لم يسمح بالبناء فيها، تستغل من قبل أهل المدينة دون مقابل يفترش الباعة بضاعتهم وسلعهم على الأرض في الأماكن التي يختارونها.
كان النظام المتبع في الأسواق هو نظام الأسبقية فمن سبق الى مقعده فهو له حتى يفرغ منه ويشير الى ذلك الخليفة عمر- رضي الله عنه - عندما قال (الأسواق على سنة المساجد، من سبق الى مقعده فهو له حتى يقوم الى بيته أو يفرغ من بيعه).
وهكذا كانت أسواق "مدن الأمصار" في بداية أمرها أيضا فضاء لا بناء فيها ولا سقوف سوى ظلال "بواري" من الحصير كان يضعها الباعه لتظلهم في الأماكن التي يختارونها للبيع والشراء. (7)
وبدأ البناء في الأسواق في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي بدأ بالبناء في سوق المدينة المنورة ، ويبدو أن بناء سوق الفسطاط كان هو النموذج التالي ، ففي عهد عبد الملك بن مروان بنى عامله عليها عدة ... قيساريات . وتبلورت فكرة تقليد الأسواق المغطاة في المدينة الاسلامية في عهد هشام بن عبدالملك (105- 125 هـ/ 724- 743م ) الذي اهتم بإنشاء الا أسواق على هذه الهيئة في مدن الامصار.(8)
وتبلور نظام تخطيط الأسواق وعمارتها في العصر العباسي وتطور تطورا واضحا بتطور عمران المدن الاسلاميه بعد ذلك .(9)
وقد وجدت الأسواق التي تعددت أمثلتها وتباينت أهميتها ، كانعكاس لانفصال المحلات السكنية ، واختلاف قوة القبائل ونشاطها، ويلاحظ أنها كانت تقع على أطراف المحلات السكنية أي أنه كان هناك نوع من الانفصال بين المنطقة السكنية والسوق ولعل ذلك يعود الى أسباب دفاعية واجتماعية .(10)
والسوق مرفق ضروري لحياة المجتمع المسلم النامي في المدينة ، يغنيهم لحاجاتهم ويقوم على أسس اسلامية جديدة حددها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال : "هذا سوقكم فلا يضيق ولا يؤخذ فيه خراج ".(11)
الأسواق التقليدية في عمان:
تمتعت عمان منذ أقدم العصور بالموقع الجغرافي المتميز الذي كان من الصعب على الجغرافيين وضع حدود دقيقة له ، هذا الموقع الجغرافي والطبيعي لعمان جعلها تحتل مكانة اقتصادية وتجارية عالمية مما فتح لها نافذة هي الموانيء والأسواق العالمية في فترات تاريخية مبكرة . فقد أبحر العمانيون عبر البحار في فترات مبكرة مما فتح لهم أسواقا عالمية وجعل من عمان مركزا حضاريا وميناء تجاريا بين آسيا وافريقيا حيث وصلت الامبراطورية العمانية .
ويوجد لدينا الكثير من الأدلة الأثرية على ابحار العمانيين ونشاطهم التجاري الممتد الى مناطق جغرافية طويلة ، فقد كشفت الحفريات والتنقيبات الأثرية في رأس الحد ورأس الجنز والحمرا عن العديد من الأدلة الأثرية كالفخار والأختام والمباخر واللقى الأثرية المجلوبة من بلدان مختلفة كالهند وافريقيا والصين مما يدل على عظم النشاط البحري والتجاري للعمانيين في تلك الفترات المبكرة من التاريخ .
هذا بالاضافة الى اللقى الأثرية في مواقع مختلفة من التجمعات السكنية القديمة في الواحات ومواقع التعدين في عمان الداخل ، كل تلك الأدلة الأثرية تشير الى العلاقات العمانية التجارية التي امتدت الى بلدان الشرق الأقصى وافريقيا وأوروبا.
لقد كانت الأسواق هي دائما الطريق الى تبادل السلع والمنتجات المحلية وغير المحلية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وقد أيدت ذلك الأبحاث الأثرية التي أثبتت أن العمانيين بداوا منذ حوالي الألف الخامسة قبل الميلاد في استغلال الموارد الطبيعية والتنوع البيئي والجغرافي لبلادهم ، وأن المراكز والكثافة السكانية والعمرانية على امتداد الساحل العماني وفي الواحات ومواقع التعدين في الداخل قد اعتمدت على بعضها البعض في الحياة الاقتصادية والتجارية من حيث تبادل السلع والمنتجات المحلية وعمليات التزود بالطعام وغيرها، فعلى سبيل المثال كان يتم تبادل الأسماك من الساحل في مقابل التمور والحبوب والغلات الزراعية من الداخل .
والسوق هو المكان الذي يقصده الناس لشراء حاجياتهم بطريقة مريحة . وعلاقات الناس كمجموعات وأفراد بالأسواق هي علاقة الحياة باستمراريتها ولهذا فالسوق في عمان ليس فقط لمجرد النشاطات الاقتصادية ولتجارية من بيع وشراء وانما أيضا لممارسة النشاطات الحياتية وفرصة تجمع الناس من الأهل والأصدقاء لمناقشة كافة نواحي الحياة المختلفة من مناسبات وعادات اجتماعية لذا أصبح السوق جزءا هاما في حياة الناس . فمنذ القدم أتت علاقة الناس بالأسواق لتجسد تلك الرغبة المشتركة في الحياة وتبادل المنافع التي تؤدي في نهاية الأمر الى استمرار الجنس البشري كمجموعة منظمة ، ولذلك كانت الأسواق وما تزال صورة للتآلف الانساني بين بني البشر بالاضافة الى ضرورة وجودها في هذه التجمعات السكانية لتوفير عناصر الالتقاء وتبادل المنفقة . وتتميز الأسواق العمانية بالطابع التراثي الأصيل .
ويمكن تقسيم الأسواق العمانية التقليدية الى الأنواع التالية :
1- أسواق موسمية «هبطة العيد» .Seasonal markets "وهي متصلة بمناسبات دينية معينة مثل (عيدي الفطر والأضحى). هذه الأسواق على غرار أسواق بعض المدن كالخابورة والسويق التي يطلق عليها (سوق سابع ). وسمي بسوق سابع لأنه عادة ما يقام في اليوم السابع والعشرين من الشهر الذي يسبق عيدي الفطر والأضحى. وفي بعض المناطق تسمى (الحلقة ) كما هو الحال في فنجاء . وهي عادة ما تكون عبارة عن ساحات فضاء بعيدة عن التجمعات السكنية وغالبا ما تكون أمام الأسواق اليومية الدائمة كنزوى والسيب والخابورة وغيرها، وتستقطب هذه الأسواق أعدادا كبيرة من سكان المنطقة أو من مناطق أخرى مجاورة وتتم عمليات البيع والشراء والمساومة على السلع والمنتجات من قبل رواد السوق والبائعين الذين يأتون لشراء الأضاحي من المواشي والأغنام التي يتم التضحية بها في العيد، بالاضافة الى المواد والمستلزمات الأخرى من حلوى وملابس وبخور وعطور وغير ذلك ، وقد كانت هذه الأسواق تلعب دورا وظيفيا حيويا في عمليات تبادل السلع والمنتجات المحلية وغير المحلية .
2- أسواق موسمية seasonal markets" "متصلة بأيام معينة من الشهر (مثل المضيبي) أو الأسبوع (مثل سناو وجعلان ) ، أو في مناسبات موسمية خاصة بمحصول زراعي أو سلعة معينة وهي عادة ما تسمى (المناداة ) مثل مناداة الرمان في هضبة السيق بالجبل الأخضر. ومنها ما يختص بالمناداة على المواشي والتي نجدها تقريبا في كل المناطق ، وفي فنجا يقام سوق بعد الهبطة أو الحلقة بفترة يطلق عليه (سوق العيايير) وهو خاص بالمناداة على التمور والأدوات القديمة ، وقد كانت عمليات البيع والشراء في هذه الأسواق الموسمية تتم في ساحات مكشوفة محددة في الهواء الطلق (الأسواق المفتوحة open markets ) وغالبا ما توجد بالقرب من بناء السوق الدائم الذي يباشر عمله يوميا طوال الأسبوع ، في حين أن ساحات الأسواق المكشوفة تباشر عملها كل يوم خميس وجمعة (سوق سناو) حيث تمتليء هذه الأسواق بالباعة والمشترين والعملاء، ويأتي الناس من المنطقة الموجود بها السوق والمناطق المجاورة لها حيث يبيعون فائضهم من المنتجات الزراعية والحيوانية وما الى ذلك من منتجات محلية ونجد النساء أيضا لهن مشاركة فاعلة في نشاط السوق خاصة فيما يتعلق ببيع واصلاح بعض الحلي الفضية القديمة والأدوات المنزلية للتجار والصاغة .
3- الأسواق الدائمة أو اليومية Daily Markets) ) تلعب دورا كبيرا في المراكز الحضارية كسوق مطرح ونزوى، وهي إما أن تكون أسواقا يومية مكشوفة تزود السكان المحليين والقاطنين باحتياجاتهم اليومية ، أو أسواقا مبنية تفتح أبوابها في الفترة المسائية من بعد الظهر وذلك بعد أن ينتهي من يعملون بها من أعمالهم الزراعية أو الحرفية فيكون لديهم بعد ذلك الوقت الكافي لمزاولة التجارة .
التكوبن المعماري للأسواق العمانية :
لقد ارتبطت الأسواق القديمة ذات الوحدات المعمارية المستقلة بمناطق التجمعات السكنية الفعلية ، وارتبطت أهميتها بأهمية هذه التمركزات السكانية ووظيفتها في النظام الاقليمي، لذلك امتدت بإمتداد الطرق الرئيسية والمواني، وكانت همزة وصل بين البيئات المختلفة وتلك التجمعات السكنية ومن هنا قامت الأسواق العمانية بالاضافة الى وظيفتها التجارية المهمة بوظيفة أخرى وهي أنها كانت تلعب دورا مهما في التبادل الاجتماعي وتبادل الأخبار بين التجمعات السكانية المختلفة .
اختلفت التكوينات المعمارية للأسواق العمانية وخدمت أغراضا تجارية واقتصادية بحتة ويمكن تقسيم منشآت الأسواق في عمان الى ما يلي :
1 - أسواق مبنية كثيفة تتكون من شبكة من المحلات المسقوفة في وسط المدينة القديمة تتصل بالأحياء السكنية وقريبة من المسجد الجامع ، ذات وحدات معمارية مستقلة مخصصة للبيع ، وتصنف الأسواق وترتب على حسب نوعية السلع والمنتجات المعروضة للبيع بحيث تكون السلع المتشابهة ومن نفس النوع قريبة من بعضها ومتلاصقة فمثلا المواد الغذائية منفصلة عن الأقمشة والمنسوجات ، وكذلك فإن الورش الخاصة بالحرف المختلفة تكون منعزلة عن تلك المحلات تماما. والسوق هو الثقل الاقتصادي للمدينة ، هذا النمط التقليدي للاسواق شاع في معظم المراكز الحضرية في انحاء مختلفة من العالم الاسلامي (كما هو الحال في دمشق ) . ومن الأمثلة الجيدة في عمان (سوق مطرح ) وبعض المدن الساحلية الأخرى، ويمكن أن نضيف (سوق عبري) اليها باعتباره يضم بعضا من سماتها المعمارية والتكوينية .
وهناك سوق أسبوعي خاص بتبادل السلع بين النساء والمتعاملين معهن وهو سوق الأربعاء في ابراء وفي عبري، وهو سوق مخصص للنساء تجتمع فيه النسوة لبيع وشراء كل ما يخص المرأة العمانية من أدوات الزينة والعطور والكماليات . كما يتيح السوق الفرصة للقاءات النساء ونقاشهن في كل أمورهن وما يختص بقضايا المرأة العمانية . وهو سوق نساء يجتذب السيدات من جميع انحاء المنطقة وغيرها للتسوق في الملابس والبخور والعطور وغير ذلك .
2- أما النمط الأخر لمنشأة الأسواق في عمان فهو نمط مختلف ، يتميز بأن له بناء قائما بذاته يشغل حيزا مستقلا، له أسوار وبوابات يتم غلقها في حالة توقف العمل في السوق وغالبا ما يكون بعيدا عن المنطقة السكنية وقريبا من الحصن والمسجد الجامع ، يأخذ الشكل المربع أو المستطيل ، وعلى طول الجدار من الداخل تمتد المحلات التي تمارس فيها عمليات البيع والشراء كمحلات الأقمشة والحبوب والبهارات والمواد الغذائية والمنتجات الزراعية والحرفية المحلية ، وفي الحالة الأخيرة فإن الورش الخاصة بأصحاب الحرف والمهن من حدادين وصاغة وحائكين ونساجين تكون بمعزل عن المحلات الأخرى، فهي لا تقع داخل السوق مباشرة ولكن إما في مناطق مستقلة خارج السوق أو في أفنية المساكن أو ملاصقة لبعض البيوت من الخارج مثل (الصاغة والحدادين وصناع الحبال والنساجين ، الخزافين ، الدباغين ).
وتقوم هذه المحلات على مصاطب مرتفعة عن سطح الارض . وقد كان الفرض الأساسي من عمل هذه المصاطب أمام المحلات هو توفير عنصر الارتفاع بها عن مستوى سطر الأرض مما يشكل حاجزا معماريا يحول دون وصول المياه والأوساخ ويمنع من دخولها الى المحلات . كما كانت تتخذ هذه المصاطب أيضا لعمليات البيع وعرض السلع والمنتجات على حد سواء كما في أسواق (الحمراء والسليف وعبري ومنح وغيرها).
وكان بناء هذه الأسواق في الغالب مسقوفا بأسقف من سعف وجذوع النخيل ومغطاة بالحصر والطين ، كما اشتملت بعض الأسواق على أقواس معقودة تتقدم المحلات كما هو الحال في (سوق المضيرب ). وتتم في ساحة السوق المكشوفة التي تظلل أحيانا بسعف النخيل عملية المناداة على المواشي والماعز والأغنام والأسماك وأيضا المنتجات الزراعية ، ويفترش بعض الباعة سلعهم على الأرض .
هذه هي أهم منشآت الأسواق في عمان ويبدو أنها تحولت في فترات لاحقة من أسواق موسمية مكشوفة واستراحات للقوافل الى أسواق مبنية تحيط بها الأسرار والأبواب .